تقييم صندوق الاستثمار العقاري

تقييم صندوق الاستثمار العقاري

بداية وقبل الحديث عن تقييم صندوق الاستثمار العقاري، أو صناديق الريت “REITs”، وأهمية عملية التقييم لكل الأطراف المعنية سواء كان الصندوق نفسه، أو المستثمرين الراغبين بالاستثمار في صندوق الريت،

علينا بداية كشركة تقييم طرح بعض التعريفات والأفكار حول ماهية صناديق الريتس، ثم آلية تقييم الصندوق، ودور الخبرة الطويلة في مهنة التقييم بنتائج تقييم صناديق الاستثمار العقاري.

إذ أن لتقييم صندوق الريت بالذات تشترط الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين حصول المقيم المكلف بتقييم الصندوق على الزمالة، ما يعني بطبيعة الحال أن يمتلك المقيم خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات مدعمة بالكثير من الدورات التدريبية المختصة في مجال تقييم الأصول عموما وتقييم العقارات وصناديق الريتس خصوصا، ذلك نظرا لأهمية هذا القطاع وحساسيته الشديدة.

إذ أن نتائج تقييم أي صندوق عقاري تؤثر بشكل مباشر على الشركات، والمستثمرين، والراغبين بالدخول في سوق الاستثمار العقاري .

ونظرا للدقة البالغة المطلوبة لإصدرا تقارير تنشر على الملأ ويمكن للجميع الاطلاع عليها، ولأن دقة التقرير يتحمل مسؤوليتها كاملة المقيم المكلف والشركة التي يعمل لديها بطبيعة الحال، فلا بد من الاعتماد على مقيمين مؤهلين وبعدد سنوات خبرة كبيرة لأداء المهمة المطلوبة، كما أن عامل الخبرة الطويلة في السوق وقاعدة البيانات التي تمتلكها شركة التقييم يلعب دورا كبيرا بتدعيم عمل المقيم لإصدار تقارير بالغة الدقة، تقوم على ثلاثة عوامل رئيسية : البيانات والمستتندات التي يحصل عليها من الصندوق نفسه، خبرته المحلية ومعرفته الجيدة بسوق العقارات وطرق المقارنة والتقريب بينها، وأخيرا ما تزوده به شركته من بيانات ضخمة جمعتها خلال سنوات تواجدها في السوق العقاري.

ما هو صندوق الاستثمار العقاري المتداول أو صندوق الريت؟

هو صندوق استثمار عقاري مطروح طرحا عاما، حيث تقوم الجهة القائمة على الصندوق بتوزيع معظم الدخل الناتج عن تأجير العقارات التي تملكها بين المستثمرين في الصندوق، ويكون الصندوق متداولا في السوق المالية السعودية “تداول” بذات الطريقة التي يتم بها تداول أسهم الشركات المدرجة في السوق، ويكون الصندوق مطروحا طرحا عاما، أي متاحا لعموم المستثمرين سواء كانوا أفرادا أم شركات.

تهدف صناديق الريتس بشكل أساسي إلى تحقيق عوائد تأجيرية مستمرة وتوزيعات نقدية إما سنوية، أو نصف سنوية.

لذلك تستثمر بشكل أساسي في العقارات المطورة المدرة للدخل، أو التي أوشكت على إدرار الدخل، أي لا يجوز لها أن تستثمر مشاريع التطوير العقاري -باستثناء الأراضي البيضاء- وبما لا يتجاوز 25% من القيمة الإجمالية لصافي أصول تلك الصناديق.

ما هي الأطراف الأساسية المرتبطة بصندوق الريتس وما هي مهمة كل منها:

  • الجهة الطارحة للصندوق العقاري

ومن الأمثلة على صناديق الريت الأكثر شهرة في المملكة العربية السعودية: دراية ريت، الجزيرة ريت، الرياض ريت، مشاركة ريت، وتعليم ريت التابع لوزارة التعليم العالي.

  • مدير الصندوق ويكون إما فردا، أو جهة مرخص لها بممارسة أعمال الإدارة بموجب لائحة الأشخاص المصرح لهم، يكون مسؤولا عن إدارة أصول الصندوق وحفظها.
  • الجهات المستلمة لطلبات الإشتراك من المستثمرين: وهي في أغلب الأحيان جهات بنكية من بنوك عاملة في المملكة العربية السعودية.
  • المستثمرين: وهم الجهة أو الأفراد الراغبين بالاستثمار في صندوق الاستثمار العقاري “الريت”، ويكون ذلك عبر الإكتتاب من خلال أحد الجهات المستلمة والتي يحددها كل صندوق.
  • وأخيرا، شركة التقييم والتي تقوم بإجراء تقييم كامل لأصول الصندوق وإصدار تقرير عام يمكن للجمهور الاطلاع عليه، يشرح بالأرقام والبيانات والمسح المكاني للقيمة الحقيقية للصندوق، ويوقع عليه مقيم مزاول حاصل على الزمالة ومعتمد من قبل الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، يقوم المقيم عادة بإصدار تقرير التقييم النهائي للصندوق في فترة زمنية تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام من لحظة تسلم المستندات من الجهة المالكة للصندوق، ويعتمد في عمله عليها بشكل أساسي دون إهمال المراجعة الميدانية للعقارات التي يستثمر فيها الصندوق ومقارنتها وتحليلها للخروج أخيرا بتقرير تقييم عادل ودقيق يضمن حماية حقوق كل الأطراف المشاركة.
  • السيولة العالية: حيث يمكن بيع وشراء وحدات الصندوق في السوق المالية طيلة أيام وفترات التداول .
  • قلة التكلفة: حيث يمكن الاستثمار بتكلفة منخفضة تبدأ أحيانا من عشرة ريالات في مشاريع ضخمة لا تقل قيمتها عن 500 مليون ريال.
  • التوزيع الدوري للأرباح، أي وجود دخل دائم ومستمر.
  • الشفافية العالية: إذ أن مدير الصندوق ملزم بتقديم تقارير دورية عن الصندوق عبر شركات تقييم مصرح لها، وتعرض هذه التقارير على موقع تداول.
  • انخفاض المخاطر: حيث أن هذه الصناديق لا تستثمر بالتطوير العقاري، إنما في العقارات المطورة التي تدر الدخل، أو التي أوشكت على أن تدر الدخل.
  • مدير صندوق مهني ومتخصص: اشتراط الخبرة العالية لدى مدير الصندوق وخضوعه لرقابة وتشريعات هيئة السوق المالية.
  • دقة تقارير التقييم المطروحة للجمهور: وذلك من خلال اشتراط إصدار تقرير تقييم عبر شركات معتمدة من قبل الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، وموقع عليها من مقيم حاصل على الزمالة.
  • توزيع جيد للأرباح مقارنة بغيرها من الأسهم، أو صناديق الاستثمار.

إضاءات حول تقييم صناديق الاستثمار العقاري المتداولة:

تشرف على عملية تقييم صناديق الريت في المملكة العربية السعودية جهتين حكومتين: هيئة السوق المالية السعودية، والهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين.

أما هيئة سوق المال، فقد وضعت ضوابط لتقييم العقارات التابعة لصناديق الريت بالإستناد إلى معايير التقييم الدولية، ذلك لتحسين عملية التقييم والوصول إلى القيمة السوقية، ومنع تضليل المساهمين بالعوائد الاستثمارية العالية للصندوق.

وهذه الضوابط هي:

  • إلزام مدير الصندوق بنشر تقارير التقييم الخاصة بأصول الصناديق عبر موقعه الإلكتروني الخاص والموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية “تداول”، على أن يتم نشرها للجمهور فورا مع موافقة الهيئة على الطرح، وإضافة تقارير التقييم بشكل دوري كما هو مطلوب في لائحة صناديق الاستثمار العقاري خلال مدة لا تتجاوز 15 يوما من تاريخ إصدار التقارير.
  • إلتزام المقيمين المعتمدين بتقديم إقرار لمدير الصندوق يفيد بتقيدهم بمعايير التقييم المعتمدة من الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، وميثاق آداب وسلوك مهنة التقييم الصادر عنها واللوائح والتعليمات ذات العلاقة.
  • إلزام مدير الصندوق بتزويد المقيم بأي معلومة تختص بأصول الصندوق العقارية المراد تقييمها.
  • قيام المقيم المعتمد بتسجيل الغرض من التقييم وإتباع معايير محددة حسب نوع العقار الاستثماري، والتأكيد على المقيمين بالتثبت من القيمة الإيجارية في عقود التأجير، على أن تكون حقيقية ومماثلة لأسعار السوق.

العوامل المؤثرة في تقييم أصول صناديق الريت:

1. جودة تنويع الأصول:

  • التنويع الجغرافي “محلي، إقليمي، دولي”.
  • تنويع أصول الصندوق “سكني، تجاري، إداري، فندقي، رياضي، تعليمي ….”.

2. التنويع بناء على نوعية المستأجرين.

3. التنويع حسب مدة العقود.

4. الملكية.

في نهاية المقال يجدر بنا الحديث عن دور المقيم، إذ أننا في شركة قيم ننظر إلى عملية تقييم الأصول الخاصة بالصندوق العقاري، على أنها عملية كاملة متكاملة من العمل الميداني والمكتبي والإلكتروني.

إذ نعتمد في عملنا وبشكل رئيسي على محتوى البيانات الضخم الذي جمعناه على مدى 16 عاما من العمل في السوق السعودي، كما نركز على توزيع المهام الميدانية بين المقيمين المعتمدين كل حسب خبرته ومجال نشاطه في سوق التقييم بشكل عام، ما يجعل عملية جمع البيانات ومقارنة المستندات تلتزم بالدقة، والشفافية، والحرفية العالية.

وأخيرا، توجهنا الكبير نحو الأتمتة واجتياح عالم الذكاء الإصطناعي في مجال تقييم الأصول بشكل عام، لتغذية أنظمتنا الذكية بالمزيد من المعلومات والبيانات والإستفادة من البيانات الموجودة سابقا لضمان الحصول على تقارير توافق ضوابط الهيئتين وطموحات المستثمر وتحقق العدالة الكاملة لمالكي صندوق الاستثمار العقاري المتداول.

Tags: No tags

Comments are closed.